قربان الفقير ... لعبدالعزيز العميري
القصيدة الفائزة فالمنتدى الأدبي ..
دخيلك علمي ارض الجفاف ان المطر معذور
مدام ان( السحاب انتي) وبيبانك هي الاحـلام
حبالك تنْفلَـت والساقيـه مـا بلَّهـا الْمنْجـور
نخيلك هالكـه والغيـز مايمْـدي إلـى قـدَّام
شبابيك الامل صارت تضمِّ العور بعْد النــور
ومفتاح النظَـر من قسْوة الحاجـه غـدى نمَّـام
نلوم القمح أو نبكي طواحين الشتـا المغـدور
حصاد الصيف ما كفَّى يصون الفارس المقـدام
حصير الفقْـر لو خان الصباح وْماهداه فْطـور
نلوم الصبح أو فقر السنين الناحتـات عْظـام
عصافير الربيع اللي تهاجر تاركـه عصفـور
تعاف القمـح وتْفـارق بـلادٍ تخْنـق الاقـلام
رغيف الذلَّ / سيجارة فقيـر ٍ رائحـة تنـور
شبَع من كثْـر مـا ادْمـن جـروح الآه والآلام
يـ عطَّار الزمن يكفي .. ترقَّع ثوبـه المشتـور
نذَر لك جلده الميِّت .. ترفرف به كما الاعلام
رحى تطحن ضلوع الصبْر تحْفر للقلوب قْبور
ويبْـقى للزمن خبـز العـذاب بْسلـة الاعوام
رصيف الشارع الصامت وطفْل ٍ حافي ٍ مقهور
مدام ان( السحاب انتي) وبيبانك هي الاحـلام
حبالك تنْفلَـت والساقيـه مـا بلَّهـا الْمنْجـور
نخيلك هالكـه والغيـز مايمْـدي إلـى قـدَّام
شبابيك الامل صارت تضمِّ العور بعْد النــور
ومفتاح النظَـر من قسْوة الحاجـه غـدى نمَّـام
نلوم القمح أو نبكي طواحين الشتـا المغـدور
حصاد الصيف ما كفَّى يصون الفارس المقـدام
حصير الفقْـر لو خان الصباح وْماهداه فْطـور
نلوم الصبح أو فقر السنين الناحتـات عْظـام
عصافير الربيع اللي تهاجر تاركـه عصفـور
تعاف القمـح وتْفـارق بـلادٍ تخْنـق الاقـلام
رغيف الذلَّ / سيجارة فقيـر ٍ رائحـة تنـور
شبَع من كثْـر مـا ادْمـن جـروح الآه والآلام
يـ عطَّار الزمن يكفي .. ترقَّع ثوبـه المشتـور
نذَر لك جلده الميِّت .. ترفرف به كما الاعلام
رحى تطحن ضلوع الصبْر تحْفر للقلوب قْبور
ويبْـقى للزمن خبـز العـذاب بْسلـة الاعوام
رصيف الشارع الصامت وطفْل ٍ حافي ٍ مقهور
ورمضا شارعه تكوي.. بكى من حرقة الاقدام
متى يا شمعدان الحب تهْـدي للنفـوس شْعـور
متى دور الترف تدري...إذا جاع الفقير وْنـام
متى يا شمعدان الحب تهْـدي للنفـوس شْعـور
متى دور الترف تدري...إذا جاع الفقير وْنـام
على الميعاد يا كوخ السنين البائـس المكسـور
حطبت الجوع لك قربان واغْفر زلَّـة الايـام
يـ عطَّار الزمن يكفي .. ترقَّع ثوبـه المشتـور
نذَر لك جلده الميِّت .. ترفرف به كما الاعلام
بسم الله الرحمن الرحيم ..
قربان الفقير .. في هذة القراءة المبسطة سوف يكون تركيزي على الصورة الشعرية لما لها من أهمية .. في . إثراء النص الشعري .. ولما لهما من أثر حقيقي في الرقي بالنص .. وبيان قدرت الشاعـر على السبك .. وجودت الطرح . ولما لها من دعم للفكرة التي تتحدث عنها القصيدة ..
- كذلك للصورة الشعرية القدرة الكامنة على الإبهار والاستحسان لدى المتلقي .
وأضف إلى ذلك أن الصورة الشعرية فالنص تعطي النص عمر أطوال . وقد لا
ينتهي بنتها صاحب النص ..
وفي الصورة الشعرية دلائل .. يستحضرها الشاعر كترصيع ودعامة للجودة
الشعرية فالنص .. وكذلك لإثراء القارئ . .. والمتلقي ..
n وعادة ما تكون الصورة في كل النصوص الشعرية إما 1- أسطورة أو 2-
رمز أو 3- التشبيه أو 4- الاستعارة ..
...
n كذلك للصورة الشعرية نوعين أما .. صورة طويلة ممتدة ... أو صورة
قصيرة ملتقطة ( فلاش ) أي عبارة عن لقطات .. يلتقطها الشاعر في كل
بيت .. ومجتمعة تكون مشهد عام للقصيدة .. وكل لقطة تخدم غرض فالقصيدة
..و فالنهاية تشكل صورة متكاملة للفكرة ..
n والفرق الصورة الطويلة الممتدة تكون // في أكثر من بيت وقد تمتد إلى
ثلاث أبيات أو أربعه أو لأكثر وربما قصيدة كاملة .. وهي نادر ما تكون صورة
ممتدة حتى نهاية القصيدة
n أما الصورة القصيرة .. فتكون في بيت واحد وتكتمل أو شطر واحد ..
وتكتمل .
هذا بختصار حتى لا نطيل عليكم ..
.....
نشرع فالنص .. مباشرةً
.. لقد جاء أخياري لهذا النص الرائع .. ولهذا الشاعر الجميل ..
1- لجودة ما رأيت من نضج الصورة الشعرية في هذا النص الجميل ..
2- احتواء هذا النص على الكثير من اللقطات التصويرية البارعة التي تظهر
مهارة الشاعر في تحريك الطبيعة المحيطة .. بالصورة التي يرتئيها الشاعر ..
أنها تخدم النص وهذا هو التمكن ..
3- كذلك جمع النص .. بين قديم المجتمع المحيط وحديثة . وذلك كان ظاهر
في مفردات النص .
4- العشوائية لم تكون حاضرة في كل أبواب النص .
سأركز على الصورة الشعرية وجماليات اللقطات التصويرية ..
الصور البارزة في قربان الفقير هي الصور القصيرة الغير ممتدة .. وتتجمع فيه
الصور كروافد فالنهر .. لتكون النهر الأم والتي هي القصيدة ..
حيث تكون فالنهاية صور شعرية متكاملة لنص مرتبط بفكرة .. واحدة ..
..-- الإنتقال . بين الصور الشعرية
لاحظ معي هذا الإنتقال بين الصور من بيت لأخر فإن كل بيت يمثل صورة لفكرة
القصيدة ..
دخيلك علمي ارض الجفاف ان المطر معذور
مدام ان( السحاب انتي) وبيبانك هي الاحـلام
مدام ان( السحاب انتي) وبيبانك هي الاحـلام
هذي لقطة أولى الإفتتاح ( صورة في قمة الجمال ) أرض الجفاف .. أن المطر
معذور ... علمي ارض الجفاف ..
ثم الإنتقال لصورة آخرى مرتبطة بالفكرة ولكن هي ليس أمتتداد للصورة التي
قبلها أي أن الصورة الأولى أكتملت ..
وهكذا في كل القصيدة صور تكمل لكن ليست أمتدد لما سبق وكل بيت يكمل
الصورة التي بداء في أوله ..
حبالك تنْفلَـت والساقيـه مـا بلَّهـا الْمنْجـور
نخيلك هالكـه والغيـز مايمْـدي إلـى قـدَّام
حبالك تنْفلَـت والساقيـه مـا بلَّهـا الْمنْجـور
نخيلك هالكـه والغيـز مايمْـدي إلـى قـدَّام
لا حظ معي هنا الصور التراثية الإجتماعية الشيقة ولاحظ هنا أسلوب التوظيف
واستحضار الصورة .. حبالك تنفلت .. الساقية ... ما بها منجور .. الغيز .. ما
يمدي إلى قدام ...
صورة مكتملة .. كأنك في مكان الحدث .. هذي الصورة نقلت المستمع والقراء
إلى مكان حدوث الصورة .. ولم تصور فقط بل جعلت القارئ يعيش في أكناف
الصورة وما يتحدث عنه الشاعر ..
شبابيك الامل صارت تضمِّ العور بعْد النــور
ومفتاح النظَـر من قسْوة الحاجـه غـدى نمَّـام
شبابيك الامل صارت تضمِّ العور بعْد النــور
ومفتاح النظَـر من قسْوة الحاجـه غـدى نمَّـام
صورة أخرى رائدة .. شبابيك الأمل .. وهنا لاحظ معي الضد بالضد يفهم .. تضم العور بعد النور ..
متفاح النظر من قسوة الحاجة غدى نمام .. هنا استنطق .. الجماد .. هنا كان
إظهار الصورة الرمزية .. بجلاء ...
نلوم القمح أو نبكي طواحين الشتـا المغـدور
حصاد الصيف ما كفَّى يصون الفارس المقـدام
نلوم القمح أو نبكي طواحين الشتـا المغـدور
حصاد الصيف ما كفَّى يصون الفارس المقـدام
صورة جديدة نلوم القمح أو نبكي .. الشتاء المغدور ..
هنا أكتملت الصورة في الصدر أو المصراع الأول وكان المصراع الثاني إضافة
للصورة التي تقدمة ..
حصير الفقْـر لو خان الصباح وْماهداه فْطـور
نلوم الصبح أو فقر السنين الناحتـات عْظـام
حصير الفقْـر لو خان الصباح وْماهداه فْطـور
نلوم الصبح أو فقر السنين الناحتـات عْظـام
هنا التشخيص أي تشخيص فعل الجماد وكأن حصير الفقر شخص والصبح
صديق هذا الحصير شخص آخر . وخان موعده .. الصورة اكتملت .. وجاءت
الإضافة خطاب من المصراع الثاني ..
عصافير الربيع اللي تهاجر تاركـه عصفـور
تعاف القمـح وتْفـارق بـلادٍ تخْنـق الاقـلام
عصافير الربيع اللي تهاجر تاركـه عصفـور
تعاف القمـح وتْفـارق بـلادٍ تخْنـق الاقـلام
هنا لفته سياسية أدبية جد رائعة .. تعاف القمح .. تخنق الأقلام ..تصوير رائد ..
ومن هنا حتى نهاية القصيدة ..
الصور متراتبه على جرح واحد من عدة وجوه ..
رغيف الذلَّ / سيجارة فقيـر ٍ رائحـة تنـور
شبَع من كثْـر مـا ادْمـن جـروح الآه والآلام
رغيف الذلَّ / سيجارة فقيـر ٍ رائحـة تنـور
شبَع من كثْـر مـا ادْمـن جـروح الآه والآلام
رغيف الذل .. سيجارة فقير .. رائحة تنور .. جروح الآه الآلام ..
إنها تخبر عن البؤس والفقر .. لقطات من الصورة المعبرة عن معاناة الفقير ..
الذي يصورها الشاعر بالشبح الملازم لهذا البائس ..
هل يصلح العطار ما أفسده الدهر >>أسلوب نداء وستدعاء لمثل وهنا أسلوب
الصورة المستعارة ولا نعني الإستعارة الأخذ من الغير لا بل نقول هو استحضار
لما سبق من مألوف .
... ثم انظر إلى الصورة جلدة الميت .. ترفرف به كما الأعلام .. هنا صورة
تشبيهيه ..
رحى تطحن ضلوع الصبْر تحْفر للقلوب قْبور
ويبْـقى للزمن خبـز العـذاب بْسلـة الاعوام
رحى تطحن ضلوع الصبْر تحْفر للقلوب قْبور
ويبْـقى للزمن خبـز العـذاب بْسلـة الاعوام
الرحى .. تطحن ضلوع الصبر .. وتشبيه الرحى بالحفار الذي يحفر القبور لقلوب
الفقراء الجائعين ..
كذلك الصورة أكتملة في الصدر الأول .. وجاء المصراع الثاني داعما للصورة
العامة..
والصدق أن هذا البيت ..يقودني إلى عوالم .. روح القصيدة الحقيقية .. ومعناها
المقصود .
رصيف الشارع الصامت وطفْل ٍ حافي ٍ مقهور
رصيف الشارع الصامت وطفْل ٍ حافي ٍ مقهور
ورمضا شارعه تكوي.. بكى من حرقة الاقدام
هنا صور متنقلة .. تتدافع .. وتتزاحم .. للإضاح .. .. رصيف الشارع ..الصامت
... طفل حافي .. مقهور .. رمضا .. تكوي .. بكى ..
جميل .. صورة قصيرة بكل المقاييس .. بدأت واكتملت في بيت واحد ..
متى يا شمعدان الحب تهْـدي للنفـوس شْعـور
متى دور الترف تدري...إذا جاع الفقير وْنـام
متى يا شمعدان الحب تهْـدي للنفـوس شْعـور
متى دور الترف تدري...إذا جاع الفقير وْنـام
هنا الصورة زاهية .. شمعدان الحب .. تهدي النفوس .. دور الترف ..
هنا النداء الأمل في .. حل هذي المعضلة .. لعل دور الترف ومن يسكنها .. يلتفت
لهذا الفقير ..
على الميعاد يا كوخ السنين البائـس المكسـور
حطبت الجوع لك قربان واغْفر زلَّـة الايـام
تشخيص كوخ السنين والتخاطب معه .. يا كوخ السنين .. ثم وصفه بائساً مكسور ..
وهو رمز لحال شعب أو فئة من الشعب ..
الذي يعاني .. هذا البؤس .. المراد .. الإلتفات والنظر لهم بعين الحق والرحمة ..
ثم يعتذر الشاعر لهذا الكوخ أنه لم يقدم له ما يشبعه ..
ويطلب منه السماح والغفران ..
تضمن هذا النص .. أكثر الصور الشعرية .. وركز في أكثر الصور على الرمزية ..
والصورة الشبيهيه ..
وخلا من الأسطورة .. ولذلك لأسباب أنه يتكلم عن مجتمع .. والنص في عمومه
أجتماعي سياسي ..
كذلك .. قلت فيه الإستعارة لعدم وجود المقارنات التوضيحية .. لان النص لا يحتاج
إلى ذالك وهذا من حنكة الشاعر وتمكنه .. ومعرفته بأسلوب الكتابه ..
لذا خلى النص من الحشو والعشوائية ..
هنا أشكر الشاعر عبدالعزيز لعميري على هذا النص الذي قدمه للقراء .. على طبق
من ذهب .. وقد أحترم قراءة وقدم لهم الأفضل والأجود ..
ولم يعتمد في كتابته على المطالع وإهمال الدواخل ..
وهذا هو الذي يعطي للنص الديمومة .. ويبقى النص متألق في كل حالاته .. حتى مع
مرور الزمن .. وحتى بعد موت الشاعر .. وحتى بعد الأمسيات يكون النص حاضر
في القراءة مبهر .. وفي الأمسيات مقنع وفاعل .. لا يقدم .. وهو جديد في كل
حضور له .
أتمنى إنني قد وفقت في هذي القراءة وهي على عجالة والنص يحتاج إلى قراءات
من عدة جوانب .. وكانت قراتي في الصورة الشعرية فقط ..
أعتذر من الجميع أتمنى لهم ولي الفائدة ..
تحياتي // صالح السنيدي
نذَر لك جلده الميِّت .. ترفرف به كما الاعلام