الاثنين، 4 يونيو 2012

مظاهر التأثير والتأثر بين الشعر الشعبي العماني المعاصر والشعر الخليجي الحلقة الثامنة

مرحباً أخوتي .أخواتي .. ضمن هذة الحلقات المتسلسة عن التأثير والتأثر بين الشعر الشعبي العماني والخليجي . إليكم الحلقة الثامنة ..

وبعد هذا التوضيح الموجز للفترات التي مر بها الشعر الشعبي العماني المعاصر
نوضح بعض المظاهر التي برزت خلال هذه الفترات, وسوف نبين فيها مدى تأثيرها وتأثرها داخل الساحة العمانية والساحة الخليجية مع بيان بعض سلبيات وإيجابيات لكل ظاهرة .

وقبل هذا ..


- ما الذي جعل الساحة العمانية عرضة للتأثر ..؟

بكل ثقة هو ضعف التيار النقدي وعدم وجود نقاد يقيمون الساحة ويزرعون فيها الثقة من المعلوم لدى المنتسبين للأدب وقراءة أن الشعر والنقد صنوان متلازمان على خطين متوازيين لا يتخلف أحدهما عن الآخر .
وما حدث في الشعر الشعبي العماني المعاصر هو تأخر وتخلف تيار النقد عن تيار الشعر .
فمع بداية انطلاقة الشعر بهذا الشكل الرهيب تخلف تيار النقد وعجز عن اللحاق بتيار الشعر.
وتخلف تيار النقد يعني هستيريا شعرية غير مقننه ليس لها محددات ولا توجيه
لأن النقد هو من يوجه ويقيم الشعر والشاعر.
فأصبح الشعراء يهيمون على وجوههم ليس لهم من يقيم تجربتهم التقييم الصحيح
المقنن على أسس علمية ذات طابع نقدي معاصر .
. وافتقد التيار النقدي في الساحة العمانية إلى وجود مؤسسين أو من يسعى لإجادته وتبنيه بشكل واضح كذلك عدم وجود نقاد قادرين على تحمل مسؤولية تقييم ما يقدم من تجربة فكرية وشعرية . وهل هي على مسارها الصحيح أم لا؟.

فكان التيار النقدي ووجوده ضعيف متهالك لا يوجد له رواد . مما افقد الشعر بريقه وأفقده رسم الطريق لرواده فصار البحث عن مقيمين من الخارج للتجارب الشعرية الكبيرة والناشئة أمر ملزم وضروري لأن الشاعر يحتاج إلى من يرسم له الطريق ولا أحد أقدر على ذلك من الناقد .
ومن هنا كان وجود نقاد خليجين أمر يلزم التأثر , وهم من رسموا الطريق للشعر والشعراء , في ظل غياب الناقد العماني .


- هنا أردت قبل الدخول والاسترسال في الموضوع أن أوضح شيئا ربما يلبس علي بعض الأشخاص الذين قد يخلطون بين التجديد والتقـليـد .. وينظر له من منظار أن التقليد تطور أو تجديد . أقول :- أن حديثي هو حول شخصية الشعر , حديثي عن شخصية الشعر العماني ووجودها في شخصية الشاعر العماني , وكيف يكون داعماً لها ؟ وتكون متمثله في قصائده , التي يحكيها في أمسياته وما ينشره , و دواوينه الشعرية , التي تمثله كشاعر في حياة وبعدة مماته .
ومن المعلوم أن القصيدة وثيقة على الشاعر , وله أن يكتبها بما يشهدها على نفسه .


وهنا أقول للقارئ ..

- هل لابد أن نتأثر ونقلد حتى نأتي بالجديد ...؟

- وهل الجديد لا يأتي إلا بتأثر والانسلاخ عن الجذور و ما تربى ودرج عليه لسان الشاعر؟
أم أننا نطور ما عندنا لنجعله بثوب راقي تشرأب له أعناق من يراه ويسمع به؟ .

- وهل تعتقد أن هذه الطيور المغردة والمهاجرة بل الهاجرة لشخصيتها تجد ملاذاً آمنًا عند البلد المضيف ؟ بمعنى آخر هل هذا البلد سوف يقدم العماني الدخيل على ابن بلده ؟

- هل من حقنا أن نسوق للهجرة بدعوى التقصير الإعلامي من بلدنا ؟ أم أننا نحن من نصنع وجدونا هنا ولنا الحق أن نكافح..؟ لا أن نهرب .

- هل يجب أن نرضيهم بتقليدهم حتى نكون شعراء مجيدين وينتقي منا إعلامهم من يظهر نجمه ومن يخفت . نحن الأجدر. كونوا على ثقة من ذلك .


-بهذا كيف يكون الشاعر لسان حال أمته وهو على هذا الحال .

- و لو كـُتب تاريخ هذا الشاعر وأراد الكاتب أن يتعرف على هذا الشاعر من أي دولة أو منطقة أو ولاية كيف له أن يعرف خصوصية شعر هذا الشاعر من خلال قصائده التي تمثله وتمثل بيئته التي خرج منها .. هنا ليس للشاعر خصوصية تذكر .

- و هل عجز الشاعر العماني أن يجد معاني ومفردات يعبر بها عن أشعاره ومشاعره بما يخصه من لهجة حتى يستورد من قاموس الغير . ؟

- و هل لا يكون الشعر شعراً إلا إذا نطق باللهجة النبطية. ؟

- و لما لا ينتقي الشاعر من بساتين اللهجة العمانية ومن كل ولاياتها ؟ لما لا يُسّوق للهجته المحلية ؟ لما لا يجعلها إقليمية أو يجعلها عالمية حتى .

- و لما لا يجعل اللهجة العمانية مؤثرة على الغير بفضلة هو , والشعراء الآخرون

هم يتأثرون بها , لما لا يكون هو المؤثر لا المتأثر .

.. أما أنا وبكل ثقة فأجزم على أن اللهجة العمانية بكافة أطيافها قادرة على التأثير فقط تحتاج إلى ثقة من يكتب بها ..


تحياتي // صالح النورزي السنيدي

إلى لقاء قادم بحول الله مع الحلقة التاسعة بإذن الله .. تابعونا ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق