مظاهر التاثير والتاثر في الشعر الشعبي العماني والشعر النبطي المعاصر
الحلقة الثانية :-
( 3 )
- توضيح العنوان .
بعد هذا التوضيح الموجز , لعلي من المناسب أن أنتقل الآن إلى المبحث الذي بصدد الحديث عنه وهو ( مظاهر التأثير والتأثر في الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي ( الشعبي ) الخليجي ) .
قبل الشروع في الموضوع المخصص سوف أشرح بعض المعاني التي تخللت العنوان :
كلمة التأثير /( في مختار الصحاح)( 1)
التأثيرُ / هو إبقاء الأثر في الشيء .
وفي المعجم الوسيط ( 2) /
هو (عمل الخدود في الشيء ) أي قوة وضوحه وبقاء تبعاته .
التأثر / وهو التقليد والمحاكاة وتباع الغير .. وقد يطول هذا الأمر حتى يصبح من سمة المجتمع ولا يستطيع التخلص منه وهنا المعضلة , قد يتسع وينتقل من جيل إلى جيل ينسخ المجتمع معه هويته .
المعاصرة / هي المعايشة والمتابعة لما يحدث في فترة من الفترات يتم رصدها وتسجيل ما يحدث بها من أحداث سواء سلبيه أو إيجابية .
- وهنا للتوضيح الفرق بين أن نقول الشعر المعاصر أو نقول الشعر الحديث :-
الشعر المعاصر /
أكثر شموليه حيث يشمل كل ما يكتب من شعر في فترة معينة ويشمل كذلك كل المدارس الشعرية أو المذاهب الأدبية التي تكونت في تلك الفترة المعنية أي أنها محددة بفترة و زمن ما و عاصرها الكاتب أو الباحث .
أما الشعر الحديث /
فهو ما يكون من تحديث أو تطوير وهو يشمل أسلوب أو منهج معين يتعارف عليه الشعراء أو الكتاب أنه جاء حديثاً لساحةٍ ما سواء بالابتكار أو النقل , المهم أنه تواجد في هذه الساحة ولم يكن فيها .
( 4 )
-- آفـــــة التأثر ..
ومن خلال ما سنطرحه نريد إزالة الغشاء عن تاريخ شعري يمكن الاعتماد عليه كمنطلق أساسي .. كذلك نريد التنظير لإنتاج نقد عملي أكثر دقة ..
وللعلم دائما الشعراء الكبار والمميزون هم من يحاولون جاهدين الإضافة وصناعة التاريخ مع عدم إغفال الأسلاف ودورهم البارز في صناعة ما هو عليه ثم يحاولون الإضافة والابتكار والاعتماد على أساسيات مجتمع الانطلاق وليس الاستيراد ودعاء التميز أو تصغير ما جاء به الأسلاف من قبل .
وسأركز في محور حديثي أكثر على التـأثر فهو الأبرز في ساحتنا العمانية المعاصرة ومن ثم الـتأثير لأن دوره في الوقت الحالي مضمحل وقليل .
في السنوات الأخيرة كان التأثر من جانب الساحة العمانية بالشعر الشعبي الخليجي جلي وواضح لا يخطيه الناظر المتابع لمسيرة الساحة العمانية .
وقد تضافرت عدة عوامل لخلق هذا التأثر , وقد وجد أرضا خصبة للانتشار , ووفر له الشعراء الماء العذب الزلال فنمى واستفحل تحت أعين المراقبين والقائمين على الأدب دون حراك منهم وسنتكلم عن أسبابه ودواعيه بالتفصيل.
خلال هذا المبحث ننتقل للحديث عما قاله أحد الشعراء والكتاب الكبار :
يصرّح أوسكار وايلد بمرارة في كتابه (صورة السيد h.w.) بما يلي: ( التأثر هو ببساطة تحويل للشخصية، وهو شكل من أشكال التخلّي عمّا هو ثمين، والواقع فيه يفرز إحساساً - إن لم نقل واقعاً-بالخسارة.كل تلميذ يأخذ شيئاً ما , من معلّمه" هذا ما يمكن تسميته بقلق التأثر والعكس ليس دوماً صحيحاً). ( 3 )
ثم ..بعد مضيّ سنتين من هذا التعليق سوف يعدّل وايلد من مرارته، فيدلي على لسان اللورد هنري ووتمن، إحدى شخصياته في رواية (صورة دوريان غراي) بملاحظات مرهفة، حيث يعترف لدوريان أن.. (( كل أشكال التأثر لا أخلاقية معلّلاً: " لأنّه، لكي تمارس تأثيراً على شخص ما، لا بد وأن تمنحه شيئاً من روحك، المتأثر لا يفكّر بأفكاره الطبيعية، لا يحترق بعواطفه الطبيعية.فضائله ليست حقيقة.ذنوبه،إن كان ثمّة ما يدعى ذنوباً، مستعارة . إنه يتحوّل إلى صدى لموسيقى شخص آخر، ممثّل يؤدي دوراً لم يُكتب من أجله"). ( 4 )
تحياتي //صالح السنيدي
الحلقة الثانية :-
( 3 )
- توضيح العنوان .
بعد هذا التوضيح الموجز , لعلي من المناسب أن أنتقل الآن إلى المبحث الذي بصدد الحديث عنه وهو ( مظاهر التأثير والتأثر في الشعر الشعبي العماني المعاصر بالشعر النبطي ( الشعبي ) الخليجي ) .
قبل الشروع في الموضوع المخصص سوف أشرح بعض المعاني التي تخللت العنوان :
كلمة التأثير /( في مختار الصحاح)( 1)
التأثيرُ / هو إبقاء الأثر في الشيء .
وفي المعجم الوسيط ( 2) /
هو (عمل الخدود في الشيء ) أي قوة وضوحه وبقاء تبعاته .
التأثر / وهو التقليد والمحاكاة وتباع الغير .. وقد يطول هذا الأمر حتى يصبح من سمة المجتمع ولا يستطيع التخلص منه وهنا المعضلة , قد يتسع وينتقل من جيل إلى جيل ينسخ المجتمع معه هويته .
المعاصرة / هي المعايشة والمتابعة لما يحدث في فترة من الفترات يتم رصدها وتسجيل ما يحدث بها من أحداث سواء سلبيه أو إيجابية .
- وهنا للتوضيح الفرق بين أن نقول الشعر المعاصر أو نقول الشعر الحديث :-
الشعر المعاصر /
أكثر شموليه حيث يشمل كل ما يكتب من شعر في فترة معينة ويشمل كذلك كل المدارس الشعرية أو المذاهب الأدبية التي تكونت في تلك الفترة المعنية أي أنها محددة بفترة و زمن ما و عاصرها الكاتب أو الباحث .
أما الشعر الحديث /
فهو ما يكون من تحديث أو تطوير وهو يشمل أسلوب أو منهج معين يتعارف عليه الشعراء أو الكتاب أنه جاء حديثاً لساحةٍ ما سواء بالابتكار أو النقل , المهم أنه تواجد في هذه الساحة ولم يكن فيها .
( 4 )
-- آفـــــة التأثر ..
ومن خلال ما سنطرحه نريد إزالة الغشاء عن تاريخ شعري يمكن الاعتماد عليه كمنطلق أساسي .. كذلك نريد التنظير لإنتاج نقد عملي أكثر دقة ..
وللعلم دائما الشعراء الكبار والمميزون هم من يحاولون جاهدين الإضافة وصناعة التاريخ مع عدم إغفال الأسلاف ودورهم البارز في صناعة ما هو عليه ثم يحاولون الإضافة والابتكار والاعتماد على أساسيات مجتمع الانطلاق وليس الاستيراد ودعاء التميز أو تصغير ما جاء به الأسلاف من قبل .
وسأركز في محور حديثي أكثر على التـأثر فهو الأبرز في ساحتنا العمانية المعاصرة ومن ثم الـتأثير لأن دوره في الوقت الحالي مضمحل وقليل .
في السنوات الأخيرة كان التأثر من جانب الساحة العمانية بالشعر الشعبي الخليجي جلي وواضح لا يخطيه الناظر المتابع لمسيرة الساحة العمانية .
وقد تضافرت عدة عوامل لخلق هذا التأثر , وقد وجد أرضا خصبة للانتشار , ووفر له الشعراء الماء العذب الزلال فنمى واستفحل تحت أعين المراقبين والقائمين على الأدب دون حراك منهم وسنتكلم عن أسبابه ودواعيه بالتفصيل.
خلال هذا المبحث ننتقل للحديث عما قاله أحد الشعراء والكتاب الكبار :
يصرّح أوسكار وايلد بمرارة في كتابه (صورة السيد h.w.) بما يلي: ( التأثر هو ببساطة تحويل للشخصية، وهو شكل من أشكال التخلّي عمّا هو ثمين، والواقع فيه يفرز إحساساً - إن لم نقل واقعاً-بالخسارة.كل تلميذ يأخذ شيئاً ما , من معلّمه" هذا ما يمكن تسميته بقلق التأثر والعكس ليس دوماً صحيحاً). ( 3 )
ثم ..بعد مضيّ سنتين من هذا التعليق سوف يعدّل وايلد من مرارته، فيدلي على لسان اللورد هنري ووتمن، إحدى شخصياته في رواية (صورة دوريان غراي) بملاحظات مرهفة، حيث يعترف لدوريان أن.. (( كل أشكال التأثر لا أخلاقية معلّلاً: " لأنّه، لكي تمارس تأثيراً على شخص ما، لا بد وأن تمنحه شيئاً من روحك، المتأثر لا يفكّر بأفكاره الطبيعية، لا يحترق بعواطفه الطبيعية.فضائله ليست حقيقة.ذنوبه،إن كان ثمّة ما يدعى ذنوباً، مستعارة . إنه يتحوّل إلى صدى لموسيقى شخص آخر، ممثّل يؤدي دوراً لم يُكتب من أجله"). ( 4 )
تحياتي //صالح السنيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق