مظاهر التاثير والتاثر في الشعر الشعبي العماني والشعر النبطي المعاصر
الحلقة الثالثة :-
إذن هذا هو الـتأثر كما يراه أحد أبرز الشعراء والكتاب وأنا أقول نعم كما قال وبكل أبجديه , التأثر نسخ لشخصية الشاعر .. وهنا يظلم نفسه وتاريخه ولا كيان له بل يمجد تاريخ ويصنع نسخة أخرى لمن يتأثر به ويضيف لتاريخ ذلك الشاعر ويرجح خزينته دون أن يصنع لنفسه أثر ما .
كذالك ما إن تكلمنا عن التأثر لا بد أن نعرض لذكر التقليد والفرق بينهما ..
الفرق بين التأثر والتقليد ..
. التقليد :- يعني تبعية فكر ولفظ , وفي بعض الأحيان لا يدرك المقلد حتى المعنى الذي يقوله.
والتأثر :- يكون لحظي أي زمني ولا يكاد يسلم منه أي شاعر إلا ما ندر وهذا أمر طبيعي . بشرط أن لا يستمر طويلا حتى وإن تأثر الشاعر إذ لابد أن تظهر شخصية في ما يكتب عن الآخر ولا بد أن يعطي المفردة والمجتمع الذي ينتمي إليه حقه ولا بخسه .
لكن ما يحدث الآن وما نراه في كثير من الأمسيات الشعرية عندنا في عمان خاصة من الشعراء أمر مخجل .
- لمحة تاريخية عن تاريخ الشعر العماني المعاصر :
ولكي نعرف بداية التأثر , لابد من معرفة تاريخ الشعر العماني المعاصر وكيف كان ؟ ومتى بدء هذا التأثر ؟. من هنا لابد من التركيز على هذا الجانب لنعي الأسباب والاستنتاجات المترتبة عليه .
- مع بداية النهضة المباركة وبداية صدور الصحف المحلية وبعض المجلات الغير متخصصة التي كانت تنشر بعض القصائد خلال صفحاتها , وهي بداية الحقبة الإعلامية للشعر الشعبي العماني المعاصر .
كان المنطلق من جريدة عمان كصفحة قراء ثم تطور الأمر وتضح وأصبح أكثر فاعليه وذا أهمية كبرى لكل شاعر عماني أراد أن يسجل اسمه في تاريخ الشعر العماني المعاصر , وقد أفردت جريدة عمان صفحة تخص الشعر الشعبي
و ما أفرزته تلك الصفحة من أسماء أسست لأجيال متعاقبة ثم أضيف على تلك الأسماء أسماء رائعة ظهرت في صفحة الوطن والشبيبة حينما أفردت كل جريدة من هاتين الجريدتين صفحة تخص الشعر الشعبي , وكانت تلك الصفحات تموج بفترات منافسة قوية بين ما يطرح من قصائد في صفحة عمان والوطن والشبيبة .
كذالك كانت المنافسة قوية على مستوى ما يكتب من أعمدة من قبل محرري الصفحات وكان كل محرر ينتقي لعموده الأجمل والأرقى ..
- وكذالك (ما أفرزته تلك الصفحات من أسماء شعرية كثيرة جعلت القارئ يرسخ في ذاكرته تلك الأسماء ) ( 5) خاصة وان من كان يتولى القيام على التحرير لصفحات الشعر الشعبي شعراء لهم توجهاتهم ومدارسهم التي ظهرت من خلال ما ينشر من نصوص وما يقدم وما يرفع وما ينّزلْ وما تكثر فيه الأخطاء الإملائية .
كذالك لعب بعض المحررين دور النقاد الموجهين , وذلك لخلو الساحة العمانية من النقاد وكفاءة أولئك المحررين .
كان كل ما يحدث في الساحة يمرر من خلال هذه الصفحات , وليس للشعراء منفذ آخر يسافرون فيه إلى هذا الجانب , لذا لم تكن هذه الصفحات الشعبية لنشر القصائد فقط بل أيضا كانت للتوجيه وتغيير المسارات .
ودعونا نحكي القصة بشيء من التفصيل المبسط ,ونتحدث عن كيف بدأت الانطلاقات لهذه الصفحات وكيف تغير مسار الشعر العماني وبدأ التأثير فيه .
وبشيء من المصداقية والذي لا يختلف عليه اثنان أن بداية الانطلاق للشعر الشعبي المعاصر و أقصد البداية الحقيقية للصفحات الشعرية و التي من الممكن أن نسميها الشمعة الأولى التي أضيئت , وهي أول متنفس لشعراء الساحة الشعبية في السلطنة كانت على يد ذلك المحرر الأستاذ المرحوم ربيع بن سالم العلوي بين عام (1986 - 1990) والذي تولى زمام صفحة الأدب الشعبي في جريدة ( عمان ) والذي كان له عظيم أثر وكانت جهوده ملحوظة في الرقي بالأدب الشعبي ليس على مستوى صفحته فقط , بل ظهر ذلك في علاقة مع الشعراء وتشجيعه لهم وحثهم على الكتابة والنشر , كذالك كان من المهم عند هذا المحرر تجمع الشعراء وقد كانت البداية فكان يدعو إلى استمرارهم , ثم إنه كذالك لم يغفل عن الرقي بالصفحة ووضع الخيار المناسب لها , أثمر ذلك الجهد عن التنافس الكبير بين الشعراء والتسابق على النشر في صفحة عمان , وقد تبين ذلك في التزاحم الكبير والتهافت للنشر والمتابعة ورغم بعد المسافات كانت تصل القصائد بكثرة , وكانت هذه الصفحة تصدر يوم الثلاثاء . وما كان من الشعراء وغيرهم من الجمهور المتابع إلا انتظار صدور هذه الصفحة والحجز والاحتفاظ بها وقراءتها بشغف حتى أنها في أكثر الأحيان تنفد من المكتبات وأماكن التوزيع .
تابعونا في الحلقة القادمة ...
تحياتي // صالح السنيدي
الحلقة الثالثة :-
إذن هذا هو الـتأثر كما يراه أحد أبرز الشعراء والكتاب وأنا أقول نعم كما قال وبكل أبجديه , التأثر نسخ لشخصية الشاعر .. وهنا يظلم نفسه وتاريخه ولا كيان له بل يمجد تاريخ ويصنع نسخة أخرى لمن يتأثر به ويضيف لتاريخ ذلك الشاعر ويرجح خزينته دون أن يصنع لنفسه أثر ما .
كذالك ما إن تكلمنا عن التأثر لا بد أن نعرض لذكر التقليد والفرق بينهما ..
الفرق بين التأثر والتقليد ..
. التقليد :- يعني تبعية فكر ولفظ , وفي بعض الأحيان لا يدرك المقلد حتى المعنى الذي يقوله.
والتأثر :- يكون لحظي أي زمني ولا يكاد يسلم منه أي شاعر إلا ما ندر وهذا أمر طبيعي . بشرط أن لا يستمر طويلا حتى وإن تأثر الشاعر إذ لابد أن تظهر شخصية في ما يكتب عن الآخر ولا بد أن يعطي المفردة والمجتمع الذي ينتمي إليه حقه ولا بخسه .
لكن ما يحدث الآن وما نراه في كثير من الأمسيات الشعرية عندنا في عمان خاصة من الشعراء أمر مخجل .
- لمحة تاريخية عن تاريخ الشعر العماني المعاصر :
ولكي نعرف بداية التأثر , لابد من معرفة تاريخ الشعر العماني المعاصر وكيف كان ؟ ومتى بدء هذا التأثر ؟. من هنا لابد من التركيز على هذا الجانب لنعي الأسباب والاستنتاجات المترتبة عليه .
- مع بداية النهضة المباركة وبداية صدور الصحف المحلية وبعض المجلات الغير متخصصة التي كانت تنشر بعض القصائد خلال صفحاتها , وهي بداية الحقبة الإعلامية للشعر الشعبي العماني المعاصر .
كان المنطلق من جريدة عمان كصفحة قراء ثم تطور الأمر وتضح وأصبح أكثر فاعليه وذا أهمية كبرى لكل شاعر عماني أراد أن يسجل اسمه في تاريخ الشعر العماني المعاصر , وقد أفردت جريدة عمان صفحة تخص الشعر الشعبي
و ما أفرزته تلك الصفحة من أسماء أسست لأجيال متعاقبة ثم أضيف على تلك الأسماء أسماء رائعة ظهرت في صفحة الوطن والشبيبة حينما أفردت كل جريدة من هاتين الجريدتين صفحة تخص الشعر الشعبي , وكانت تلك الصفحات تموج بفترات منافسة قوية بين ما يطرح من قصائد في صفحة عمان والوطن والشبيبة .
كذالك كانت المنافسة قوية على مستوى ما يكتب من أعمدة من قبل محرري الصفحات وكان كل محرر ينتقي لعموده الأجمل والأرقى ..
- وكذالك (ما أفرزته تلك الصفحات من أسماء شعرية كثيرة جعلت القارئ يرسخ في ذاكرته تلك الأسماء ) ( 5) خاصة وان من كان يتولى القيام على التحرير لصفحات الشعر الشعبي شعراء لهم توجهاتهم ومدارسهم التي ظهرت من خلال ما ينشر من نصوص وما يقدم وما يرفع وما ينّزلْ وما تكثر فيه الأخطاء الإملائية .
كذالك لعب بعض المحررين دور النقاد الموجهين , وذلك لخلو الساحة العمانية من النقاد وكفاءة أولئك المحررين .
كان كل ما يحدث في الساحة يمرر من خلال هذه الصفحات , وليس للشعراء منفذ آخر يسافرون فيه إلى هذا الجانب , لذا لم تكن هذه الصفحات الشعبية لنشر القصائد فقط بل أيضا كانت للتوجيه وتغيير المسارات .
ودعونا نحكي القصة بشيء من التفصيل المبسط ,ونتحدث عن كيف بدأت الانطلاقات لهذه الصفحات وكيف تغير مسار الشعر العماني وبدأ التأثير فيه .
وبشيء من المصداقية والذي لا يختلف عليه اثنان أن بداية الانطلاق للشعر الشعبي المعاصر و أقصد البداية الحقيقية للصفحات الشعرية و التي من الممكن أن نسميها الشمعة الأولى التي أضيئت , وهي أول متنفس لشعراء الساحة الشعبية في السلطنة كانت على يد ذلك المحرر الأستاذ المرحوم ربيع بن سالم العلوي بين عام (1986 - 1990) والذي تولى زمام صفحة الأدب الشعبي في جريدة ( عمان ) والذي كان له عظيم أثر وكانت جهوده ملحوظة في الرقي بالأدب الشعبي ليس على مستوى صفحته فقط , بل ظهر ذلك في علاقة مع الشعراء وتشجيعه لهم وحثهم على الكتابة والنشر , كذالك كان من المهم عند هذا المحرر تجمع الشعراء وقد كانت البداية فكان يدعو إلى استمرارهم , ثم إنه كذالك لم يغفل عن الرقي بالصفحة ووضع الخيار المناسب لها , أثمر ذلك الجهد عن التنافس الكبير بين الشعراء والتسابق على النشر في صفحة عمان , وقد تبين ذلك في التزاحم الكبير والتهافت للنشر والمتابعة ورغم بعد المسافات كانت تصل القصائد بكثرة , وكانت هذه الصفحة تصدر يوم الثلاثاء . وما كان من الشعراء وغيرهم من الجمهور المتابع إلا انتظار صدور هذه الصفحة والحجز والاحتفاظ بها وقراءتها بشغف حتى أنها في أكثر الأحيان تنفد من المكتبات وأماكن التوزيع .
تابعونا في الحلقة القادمة ...
تحياتي // صالح السنيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق